بســـــــم الله الرحمــــــن الرحيــــم
الله -جل وعلا- يتعرف إلى عباده بالرخاء،
كما أنه يتعرف إلى عباده بالشدة؛ حتى يعرفوا ويعلموا ربوبيته وقهره وجبروته،
ويعلموا حلمه وتودده ورحمته أيضا لعباده
النبي -عليه الصلاة والسلام- « كان
إذا رأى شيئا في السماء أقبل وأدبر، ودخل وخرج، ورئي ذلك في وجهه، حتى تمطر السماء
فيُسرَّى عنه » ويُسرُّ -عليه الصلاة والسلام-. « قالت له عائشة:
يا رسول الله لم ذاك؟ قال: ألم تسمعي لقول أولئك -أو كما قال -عليه الصلاة
والسلام-: ﴿فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُسْتَقْبِلَ
أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُمْ
بِهِ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا ﴾» .
فإذن الخوف من الله -جل جلاله- إذا ظهرت هذه الحوادث أو التغيرات
في السماء أو في الأرض واجب، والله -جل وعلا- يتعرف إلى عباده بالرخاء، كما أنه
يتعرف إلى عباده بالشدة؛ حتى يعرفوا ويعلموا ربوبيته وقهره وجبروته، ويعلموا حلمه
وتودده ورحمته أيضا لعباده.
فإذن إذا
رأى العبد ما يكره ضرع إلى الله، واستغاث بالله، وسأل الله بقوله: « اللهم
إنا نسألك من خير هذه الريح وخير ما فيها وخير ما أمرت به، ونعوذ بك من شر هذه
الريح وشر ما فيها وشر ما أمرت به» صححه الترمذي.
من شرح كتاب التوحيد لان تيمية رحمه الله – باب النهي عن سب الريح