بســـــــم الله
الرحمــــــن الرحيــــم
قال الشيخ صالح الفوزان
في شرحه لثلاثة الأصول[218-217/1]
المرتبة الأولى:
العلم بأن الله علم كل شيء في الأزل، علم كل ما يجري، ما كان وما يكون إلى ما لا
نهاية، فالله قد علمه في الأزل قبل أن يكون وقبل أن يقع، علمه سبحانه وتعالى بعلمه
القديم الأزلي الذي هو موصوف به أزلا وأبدا، هذه مرتبة العلم، فمن جحدها فهو كافر.
المرتبة الثانية:
مرتبة الكتابة في اللوح المحفوظ: وهي أن الله كتب كل شيء في اللوح المحفوظ، فما
يجري شيء إلا وهو مكتوب في اللوح المحفوظ، ليس هناك شيء يجري وهو غير مكتوب، ولهذا
قال تعالى: {مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي
أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ} [الحديد: 22] يعني
اللوح المحفوظ، كتب الله فيه مقادير كل شيء، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«أول ما خلق الله القلم، قال: اكتب، قال: وما أكتب؟ قال: اكتب ما هو كائن إلى يوم
القيامة» ، فمن جحد الكتابة، وقال: الله يعلم كل شيء، لكنه لم يكتب في اللوح المحفوظ
شيئا، هذا كافر مرتد عن دين الإسلام.
المرتبة الثالثة:
مشيئة الله النافذة، وهي أن الله سبحانه يشاء الشيء ويريده، فما من شيء يحدث إلا
وقد شاءه الله وأراده كما في اللوح المحفوظ، وكما علمه سبحانه وتعالى، يشاء كل شيء
في وقته، ويريد كل شيء في وقت حدوثه، لا يقع شيء بدون مشيئة الله، أو بدون إرادة
الله، فمن قال: إن الأشياء تحدث بدون أن يشاءها الله أو يريدها فهذا كافر.
المرتبة الرابعة:
مرتبة الخلق والإيجاد، الله خالق كل شيء، إذا شاءه وأراده خلقه سبحانه وتعالى
وأوجده، فكل شيء هو مخلوق لله سبحانه وتعالى، وهو من خلق الله، وهو فعل العباد
وكسب العباد.
فهذه المراتب الأربع لا بد من الإيمان بها، وإلا لم يكن
الإنسان مؤمنا بالقدر مرتبة العلم، والكتابة، والمشيئة، والخلق والإيجاد، كل هذه
لا بد من الإيمان بها، فمن جحد شيئا منها فإنه كافر مرتد عن دين الإسلام؛ لأنه جحد
ركنا من أركان الإيمان، وهو الإيمان بالقدر.