بســـــــم الله
الرحمــــــن الرحيــــم
قال الشيخ صالح الفوزان
في شرحه لثلاثة الأصول[224-221/1]
الإحسان في اللغة: إتقان الشيء وإتمامه، مأخوذ من الحسن،
وهو الجمال، ضد القبح، وهو ينقسم إلى أقسام:
×
أولا:
إحسان بين العبد وبين ربه، وهذا هو المقصود.
×
ثانيا:
إحسان بين العبد وبين الناس.
×
ثالثا:
إحسان الصنعة وإتقانها، إذا صنع الإنسان شيئا أو عمل عملا فإنه يجب عليه أن يتقنه
ويتمه.
- النوع الأول: وهو الإحسان بين العبد وربه، بينه الرسول
صلى الله عليه وسلم «لما سأله جبريل بحضرة الصحابة كما يأتي، فقال: الإحسان أن تعبد الله كأنك
تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك» .
- المرتبة الثانية: إذا لم تبلغ هذه المرتبة العظيمة فإنك
تعبده على طريقة المراقبة، بأن تعلم أن الله يراك، ويعلم حالك، ويعلم ما في نفسك،
فلا يليق بك أن تعصيه، وأن تخالف أمره، وهو يراك ويطلع عليك، وهذه حالة جيدة،
ولكنها أقل من الأولى، وما دمت أنك تعلم أنه يراك فإنك تحسن عبادته وتتقنها؛ لأنك
تعلم أن الله يراك، ولله المثل الأعلى لو كنت أمام مخلوق له منزلة وأمرك بأمر،
وأنت تنفذ هذا الأمر أمامه وينظر إليك، هل يليق بك أن يقع منك إخلال بهذا الفعل؟
الحاصل: أن الإحسان على مرتبتين:
مرتبة المشاهدة القلبية: وهي أن تعبد الله كأنك تراه من
شدة اليقين والإيمان، كأنك ترى الله عز وجل عيانا.
والمرتبة الثانية: وهي أقل منها، أن تعبد الله وأنت تعلم
أنه يراك ويطلع عليك، فلا تعصيه ولا تخالف أمره سبحانه وتعالى.
هذه مرتبة الإحسان، وهي أعلى مراتب الدين، من بلغها فإنه
بلغ أعلى مراتب الدين، وقبلها مرتبة الإيمان، وقبلها مرتبة الإسلام.