بســـــــم الله الرحمــــــن الرحيــــم
قال الشيخ صالح الفوزان في شرحه لثلاثة
الأصول[161-159/1]
الدين ثلاث درجات بعضها
أعلى من بعض، أول مرتبة من مراتب الدين هي الإسلام، ثم بعدها الإيمان، ثم بعدها
الإحسان فالإسلام أوسع، والإيمان أضيق من الإسلام، والإحسان أضيق من الإيمان.
فدائرة الإسلام واسعة،
المنافقون يدخلون فيها إذا انقادوا إلى الإسلام وأظهروه والتزموا به ظاهرا، إذا
صلوا مع المسلمين وزكوا وعملوا الأعمال الظاهرة، يسمون مسلمين، وتطبق عليهم أحكام
المسلمين في الدنيا، فلهم ما للمسلمين وعليهم ما على المسلمين، لكنهم في الآخرة في
الدرك الأسفل من النار؛ لأنهم ليس عندهم إيمان وإنما عندهم إسلام ظاهري فقط.
قوله: الإيمان:
هذه هي المرتبة الثانية، والمؤمنون يتفاوتون؛ منهم المقربون، ومنهم الأبرار،
والمقربون هم أصحاب أعلى الدرجات، والأبرار دونهم، ومنهم الظالم لنفسه وهو المرتكب
للكبائر التي هي دون الشرك، فهو مؤمن فاسق، أو مؤمن ناقص الإيمان، قال تعالى: {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ
الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ
مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ
الْفَضْلُ الْكَبِيرُ}
[فاطر: 32] .
الإحسان: هذه هي المرتبة الثالثة هي الإحسان، وهي أن يحسن العبد
فيما بينه وبين الله، في عبادة الله عز وجل، وذكر النبي صلى الله عليه وسلم
الإحسان فقال: «الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه، فإن
لم تكن تراه فإنه يراك» . أي: يكون عندك علمًا يقينيًّا أن الله يراك أينما كنت.