الخميس، 9 يناير 2014

من لم يدع وهو قادر على الدعوة وعنده علم وكتمه، فإنه يلجم بلجام من نار يوم القيامة

بسم الله الرحمن الرحيم

قال الشيخ صالح الفوزان في شرحه للثلاثة الأصول

لا يكفي أن يتعلم الإنسان ويعمل في نفسه، ولا يدعو إلى الله - عز وجل -، بل لا بد أن يدعو غيره فيكون نافعا لنفسه ونافعا لغيره، ولأن هذا العلم أمانة، ليس بملك لك تختزنه وتحرم الناس منه، والناس بحاجة إليه، فالواجب عليك التبليغ والبيان ودعوة الناس إلى الخير، هذا العلم الذي حملك الله إياه ليس وقفا عليك؛ وإنما هو لك ولغيرك، فلا تحتكره على نفسك وتمنع الناس من الانتفاع به، بل لا بد من تبليغه ولا بد من بيانه للناس، قال تعالى: {وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ} [آل عمران: 187] .

هذا ميثاق أخذه الله على العلماء أن يبينوا للناس ما علمهم الله من أجل أن ينشروا الخير، ويخرجوا الناس من الظلمات إلى النور، وهذا عمل الرسل - عليهم الصلاة والسلام - ومن اتبعهم، قال تعالى: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ} [يوسف: 108] هذه طريقة الرسول - صلى الله عليه وسلم - وطريقة أتباعه، العلم والعمل والدعوة إلى الله - عز وجل -، «فمن لم يدع وهو قادر على الدعوة وعنده علم وكتمه، فإنه يلجم بلجام من نار يوم القيامة» كما في الحديث.

Translate