الأحد، 5 يناير 2014

العلم : هو معرفة الله ومعرفة نبيه -صلى الله عليه وسلم- ومعرفة دين الإسلام بالأدلة.

بسم الله الرحمن الرحيم

قال الشيخ صالح الفوزان في شرحه للثلاثة الأصول
العلم: وهو معرفة الله، ومعرفة نبيه [5] ومعرفة دين الإسلام [6] بالأدلة [7]


__________
[5] قوله: وهو معرفة الله: كيف يعرف العبد ربه؟ يعرفه بآياته ومخلوقاته فمن آياته الليل والنهار، ومن مخلوقاته الشمس والقمر.
يعرف الله بآياته الكونية وآياته القرآنية. إذا قرأ القرآن، عرف الله - سبحانه وتعالى - أنه هو الذي خلق السماوات والأرض، وأنه هو الذي سخر ما في السماوات والأرض، وأنه هو الذي يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير، وأنه الرحمن الرحيم. فالقرآن يعرف بالله - عز وجل -، وأنه هو الذي أنعم علينا بجميع النعم، وأنه هو الذي خلقنا ورزقنا، فإذا قرأت القرآن عرفت ربك - سبحانه وتعالى - بأسمائه وصفاته وأفعاله.
وإذا نظرت في الكون عرفت ربك - سبحانه وتعالى - أنه هو الذي خلق هذا الخلق، وسخر هذا الكون وأجراه بحكمته وعلمه - سبحانه وتعالى -، هذا هو العلم بالله - عز وجل -.
قوله: ومعرفة نبيه: هو محمد - صلى الله عليه وسلم - لأنه هو المبلغ عن الله - عز وجل -، وهو الواسطة بيننا وبين الله - عز وجل - في تبليغ الرسالة، لا بد أن تعرفه، تعرف من هو؟ وتعرف نسبه وتعرف بلده، وتعرف ما جاء به - صلى الله عليه وسلم -، تعرف كيف بدأه الوحي؟ وكيف قام بالدعوة إلى الله - عز وجل - في مكة والمدينة، تعرف سيرة الرسول - صلى الله عليه وسلم - ولو باختصار.

الرسول - صلى الله عليه وسلم - هو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف إلى آخر النسب النبوي الذي ينتهي إلى إبراهيم عليه الصلاة والسلام، وتعرف كيف عاش قبل البعثة، وكيف جاءه الوحي من الله - عز وجل -، وماذا عمل - عليه الصلاة والسلام - بعد بعثته، تعرف ذلك بدراسة سيرته - صلى الله عليه وسلم - ولا يليق بالمسلم أن يجهل الرسول - صلى الله عليه وسلم - كيف تتبع شخصا وأنت لا تعرفه؟ ! هذا غير معقول.

[6] قوله: ومعرفة  دين الإسلام: الذي هو دين هذا الرسول - صلى الله عليه وسلم - بل هو دين الله - عز وجل - الذي أمر به عباده، والذي أمرك باتباعه وأنت مطالب به لا بد أن تعرف هذا الدين والإسلام هو دين جميع الرسل، كل الرسل دينهم الإسلام بالمعنى العام، فكل من اتبع رسولا من الرسل فهو مسلم لله - عز وجل - منقاد له، موحد له، هذا الإسلام بمعناه العام، إنه دين الرسل جميعا، فالإسلام هو الاستسلام لله بالتوحيد والانقياد له بالطاعة والخلوص من الشرك وأهله.
أما الإسلام بمعناه الخاص فهو الذي بعث الله به نبيه محمدا - صلى الله عليه وسلم - لأنه بعد بعثة الرسول - صلى الله عليه وسلم - لا دين إلا دينه - عليه الصلاة والسلام -، والإسلام انحصر في اتباعه - صلى الله عليه وسلم - فلا يمكن لليهودي أن يقول: أنا مسلم، أو النصراني يقول: أنا مسلم، بعد بعثة النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو لا يتبعه، فالإسلام بعد بعثة النبي هو اتباعه - صلى الله عليه وسلم - قال تعالى: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ} [آل عمران: 31] هذا هو الإسلام بمعناه العام وبمعناه الخاص.

[7] قوله: بالأدلة : لا بالتقليد وإنما بالأدلة من القرآن ومن السنة هذا هو العلم.
قال ابن القيم في الكافية الشافية:
العلم قال الله قال رسولــــــــــــه ... قال الصحابة هم أولو العرفان
ما العلم نصبك للخلاف سفاهة ... بين النصوص وبين رأي فلان

هذا هو العلم، العلم هو علم الكتاب والسنة، أما أقوال العلماء فهي تشرح وتوضح فقط كلام الله وكلام رسوله - صلى الله عليه وسلم -

Translate