بســـــــم الله
الرحمــــــن الرحيــــم
الفصل الثاني: فتاوى
حول العلم (كتاب العلم للعثيمين رحمه الله) [92/1]
وسئل فضيلته: كثر عند بعض الشباب الصالح القول بعدم
التقليد مستندين إلى بعض أقوال ابن القيم عليه رحمة الله، فما قولكم؟
فأجاب بقوله: الحقيقة إنني أؤيد هذا، أن الإنسان لا يركن
إلى التقليد؛ لأن المقلد قد يخطىء، ولكني مع ذلك لا أرى أن نبتعد عن أقوال أهل
العلم السابقين حتى لا نتشتت ونأخذ من كل مذهب؛ لأننا وجدنا أن الإخوة الذين
يُنكرون التقليد وجدناهم أحيانًا يضيعون حتى يقولوا بما لم يسبقهم إليه أحد.
ولكن إذا دعت الضرورة إلى التقليد فإنه لا بد منه؛ لقول
الله تعالى: {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا
تَعْلَمُونَ} [الأنبياء: 7] .
فأوجب سبحانه سؤال أهل الذكر إذا كنا لا نعلم، وسؤالهم
يتضمن اعتماد قولهم وإلا لم يكن لسؤالهم فائدة.
فالتقليد كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله
تعالى- بمنزلة الميتة إن اضطررت إليها فكلها، وإن استغنيت عنها فهي حرام عليك،
فمتى نزل بالإنسان نازلة ولا يتمكن من مطالعتها في الكتب التي تسوق الأدلة فلا حرج
عليه حينئذ أن يقلد، ولكنه يقلد من يراه أقرب إلى الحق في علمه وأمانته، وأما ما
دام عنده قدرة على استنباط الأحكام من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم
فإنه لا يقلد.