بســـــــم الله
الرحمــــــن الرحيــــم
قال الشيخ صالح الفوزان
في شرحه لثلاثة الأصول[270-269/1]
أما قوله صلى الله عليه وسلم: «لا هجرة بعد الفتح»
ظاهر هذا الحديث أن الهجرة انتهت بعد فتح مكة، وظن بعض الناس التعارض بين هذا
الحديث وبين قوله صلى الله عليه وسلم: ( «لا تنقطع الهجرة حتى تنقطع التوبة، ولا
تنقطع التوبة حتى تطلع الشمس من مغربها» ) لكن أهل العلم
أجابوا عن هذا الحديث، أن المراد لا هجرة بعد الفتح أي: من مكة، لأنها صارت بالفتح
دار إسلام، يظنون أن الهجرة باقية من مكة بعد الفتح، فيريدون تحصيل ثواب الهجرة،
وأما الهجرة من بلاد الكفر فهي باقية إلى أن تقوم الساعة، والدليل وقَوْلُهُ
تَعَالَى: {إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي
أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي
الْأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا
فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيرًا إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ
مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ لَا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلَا
يَهْتَدُونَ سَبِيلًا فَأُولَئِكَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَكَانَ
اللَّهُ عَفُوًّا غَفُورًا وَمَنْ يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي
الْأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا
إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ
عَلَى اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا}
[النساء: 97 - 100] . والحديث النبوي السابق، هذا هو الجواب على هذا الإشكال.