بســـــــم الله الرحمــــــن الرحيــــم
قال الشيخ صالح الفوزان في شرحه لثلاثة
الأصول
لا بد لكل مدع أن يقيم الدليل على دعواه، وإلا
كانت دعواه غير صحيحة، أنت قلت: ربي الله الذي رباني، وربى جميع العالمين بنعمه،
ما الدليل؟ فقل: الدليل آياته ومخلوقاته. الآيات: جمع آية، والآية لغة: العلامة
على الشيء، والدلالة على الشيء، كما قال - صلى الله عليه وسلم -: " «آية
المنافق ثلاث» " أي: علامته.
قوله: بآياته: أي العلامات والدلالات الدالة عليه
سبحانه وتعالى. فجميع هذه الكائنات التي ترونها كلها كانت معدومة، ثم إن الله
أوجدها وخلقها بقدرته سبحانه وتعالى.
ومنها خلق يتجدد مثل النبات والمواليد وأشياء ما
كانت موجودة ثم وجدت، وأنتم تنظرون إليها، من الذي يخلقها؟ هو الله سبحانه وتعالى.
هل تخلق نفسها، هل أحد من البشر خلقها؟ لا أحد ادعى هذا ولا يستطيع أن يدعي.
قال تعالى: {أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ
أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بَل لَا
يُوقِنُونَ} [الطور: 35، 36] . هذه الأشياء ما أوجدت نفسها، أو أوجدها غيرها من
المخلوقات، أبدا ما أحد خلق شجرة، ما أحد خلق بعوضة أو ذبابا {إِنَّ الَّذِينَ
تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ}
[الحج: 73] .
فهذا الخلق يدل على الخالق سبحانه وتعالى، ولهذا
لما قيل لأعرابي على البديهة بم عرفت ربك؟ قال: البعرة تدل على البعير والأثر يدل
على المسير، ألا يدل هذا الكون على اللطيف الخبير.
إذا رأيت أثر قدم على الأرض أما يدلك هذا على أن
أحدا مشى على هذه الأرض، إذا رأيت بعر بعير، ألا يدلك هذا على أن هذه الأرض فيها
إبل، أو مر عليها بعير، البعرة تدل على البعير، والأثر يدل على المسير.