بســـــــم الله الرحمــــــن الرحيــــم
قال الشيخ صالح الفوزان في شرحه لثلاثة
الأصول 81/1))
التوحيد هو إفراد الله بالعبادة، لأن الله قال: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات: 56] وقال أهل
التفسير: يعبدون أي يوحدون، ففسروا التوحيد بالعبادة.
فالتوحيد هو إفراد الله بالعبادة وليس هو
الإقرار بأن الله هو الخالق الرازق المحيي المميت المدبر، لأن هذا موجود في الفطر،
موجود في عقول العقلاء، لا يوجد عاقل في الدنيا يعتقد أن أحدا خلق السماوات والأرض
غير الله سبحانه وتعالى، لا يوجد أحد في العالم كله وما فيه من الكفار والملاحدة
يعتقد أن أحدا خلق بشرا {وَلَئِنْ
سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ} [الزخرف: 87] . لا يوجد عاقل في العالم يعتقد أن بشرا يخلق
بشرا إنسانا يمشي على الأرض ويتكلم ويأكل ويشرب، هل يوجد عاقل يعتقد هذا؟ {أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ
أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بَل لَا يُوقِنُونَ} [الطور: 35، 36] . توحيد الربوبية موجود في الفطر والعقول لكنه
لا يكفي بدون توحيد العبادة، وهو إفراد الله بالعبادة.
ولهذا قال الشيخ: التوحيد هو إفراد
الله بالعبادة، وليس هو إفراد الله بالخلق والرزق والإحياء والإماتة، لأن هذا شيء
معروف، ولا يكفي توحيد الربوبية في تعريف التوحيد.