بسم
الله الرحمن الرحيم
قال الشيخ صالح الفوزان في مقدمته لكتاب شرح ثلاثة
الأصول :
قال رحمه الله: بسم الله
الرحمن الرحيم [1]
البدء " ببسم الله الرحمن الرحيم " في كل أمر له أهمية وكل مؤلف له أهمية وله قيمة، وكل رسالة.
وعلى هذا فالذين لا
يبدءون مؤلفاتهم ورسائلهم " ببسم الله
الرحمن الرحيم " هؤلاء تركوا السنة النبوية
والاقتداء بكتاب الله - عز وجل -، وربما بسبب ذلك أن كتبهم هذه ورسائلهم ليس فيها
بركة وليس فيها فائدة؛ لأنها إذا خلت من " بسم الله الرحمن الرحيم " فإنها منزوعة الفائدة.
لماذا تركوا " بسم الله الرحمن الرحيم "؟ إنما تركوها لأنها سُنة، وهم ينفرون من السنة، أو يقلدون من ينفر
من السنة، فينبغي التنبه لمثل هذا.
فمعنى " بسم الله الرحمن الرحيم ": الاستعانة باسم الله.
فقوله: بسم الله: جار
ومجرور متعلق بمحذوف، تقديره: أستعين بسم الله الرحمن الرحيم، أو أبتدئ ببسم الله الرحمن الرحيم تبركا بها واستعانة بالله - عز وجل -.
فهي مطلع عظيم للكلام
وللكتب والرسائل، فالإنسان يستعين بالله في بدايتها ويتبرك باسمه سبحانه وتعالى.
_______________________________
[1] ابتدأ رحمه الله هذه الرسالة بالبسملة
اقتداء بكتاب الله - عز وجل -، فإن أول ما يقع عليه بصرك في المصحف وقبل كل سورة
منه " بسم الله الرحمن الرحيم ".
فالبداءة بها في الرسائل وفي الكتب وفي
المؤلفات اقتداء بكتاب الله - عز وجل -، وكذلك النبي - صلى الله عليه وسلم - كان
يكتبها في أول رسائله حينما يكتب إلى الأمراء والرؤساء وإلى من في أقطار الأرض
يدعوهم إلى الإسلام يبدأ كتابته " ببسم الله الرحمن الرحيم ".
وكان - صلى الله عليه وسلم - يفتتح أحاديثه
وكلامه " ببسم الله الرحمن الرحيم " مما يدل على أن البداءة " ببسم
الله الرحمن الرحيم " سنة الرسول - صلى الله عليه وسلم -، كما أن سليمان -
عليه السلام - لما كتب إلى بلقيس ملكة سبأ بدأ كتابه " ببسم الله الرحمن
الرحيم ": {قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ
كَرِيمٌ إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ} [النمل: 29 - 31]