الاثنين، 24 نوفمبر 2014

لا يزال الإنسان في طاعة ما صبر على طلب العلم

بســـــــم الله الرحمــــــن الرحيــــم

لا يزال الإنسان في طاعة ما صبر على طلب العلم
ينبغي على طالب العلم ألا يستعجل في طلب العلم، فبعض طلاب العلم يقول: لو استمرينا في قراءة متن على طريقة ما بالبسط والشرح فقد نمكث سنوات، ونحن نريد في أقرب فرصة أن ننتهي من هذا العلم، وهذا الكلام يعتبر من آفات العلم في هذا الزمان، فقد كان السلف الصالح رحمة الله عليهم يعتنون بطول الزمان في طلب العلم، فكلما طال زمان طالب العلم كلما أحبه الله، وهيأه لمرتبة عظيمة في الإسلام، وكلما استعجل طالب العلم فظهر للناس ظهر على قصور، وحب الانتهاء من العلم بداراً يدل على وجود الفتنة في قلب صاحبه، وأنه يحب الظهور للناس.
فينبغي على الإنسان أن لا يستعجل وأن يتريث، فقد تفقه علماء الإسلام على أئمة سنوات عظيمة؛ فقد تفقه عبد الله بن وهب -وهو إمام من أئمة الحديث والفقه- على يدي الإمام مالك رحمه الله تعالى أكثر من عشرين سنة، وكان سواده لا يفارق سواد الإمام مالك رحمة الله عليه.
وكانوا يلازمون العالم يسمعون ما يقول، ويعملون بما يأمر به، ثم لا يمكن أن يفوتهم مجلس من مجالس العلم، ولا يمكن أن تفوتهم فتوى، حتى إن بعض أئمة الإسلام -وهذا من الأمر العجيب الذي يدل على حرص السلف وطول الصحبة- كان الرجل منهم أو الصاحب للعالم يقول: حضرته عند بئر كذا، وقد سئل عن مسألة كذا وكذا في الطلاق أو البيع، فهذا يدل على أنهم كانوا يلازمون العلماء ملازمة تامة.
وذكر عن الإمام مالك رحمة الله عليه أنه لما قرئ عليه الموطأ فيما يقرب من عام قال: (كتاب ألفته في أكثر من عشرين سنة، تقرؤونه في عام! ما أقل ما تفقهون) أي: ما أقل ما يكون لكم من الفقه.
فإياك أن تقول في البداية: لا أستطيع أن أداوم على ذلك المجلس؛ لأن الزمان يطول، فالهدف أن تعمر الأوقات في طاعة الله، والشرف أن تتشرف الآذان بسماع كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم.

من مقدمة كتاب "شرح زاد المستنقع للشنقيطي"

أعط العلم كلك يعطك بعضه

بســـــــم الله الرحمــــــن الرحيــــم

أعط العلم كلك يعطك بعضه
ينبغي على الإنسان أن يجتهد وأن يجد في تحصيل هذا العلم، حتى قال بعض العلماء: (أعط العلم كلك يعطك بعضه) فكيف إذا أعطى الإنسان العلم بعضه؟! فينبغي على الإنسان أن يجتهد في تحصيل هذا العلم، وأن يجد، وتكتحل عيناه بالسهر، وأن يضنى جسمه من التعب والنصب، لعلمه أن الله يسمعه ويراه، ولعلمه أن كل تعب ونصب يبذله فإن الله يحب ذلك التعب والنصب.
وإن أفضل ما أنفقت فيه الأعمار، وأفضل ما قضي فيه الليل والنهار طاعة الله جل وعلا بالعلم.
فهذا العلم الذي تقاد به الأمم، والذي تتبدد به دياجير الظلم، وتنشرح به الصدور، وتخرج به الأمة من الظلمات إلى النور، يحتاج صاحبه أن يجد ويجتهد، وكلما قرأت في سيرة السلف الصالح رحمة الله عليهم من العلماء العاملين الربانيين وجدت الهمة العالية والتعب والنصب من أبرز ما يكون في تراجمهم.
يتغرب أحدهم من أجل العلم، فتهون عليه الأموال والأولاد والأوطان، كل ذلك لكي يسمع حديثاً من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، فإذا سمعه رفع الله درجته وأعلى مقامه، وكل آية تسمعها وتتعلم حكمها وتفهمه وتعمل به، فإن الله يرفعك بها درجات، وكل حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم تعلمته وعملت به وعلّمته يرفعك الله به درجات، فاستقل من ذلك الخير أو استكثر.

من مقدمة كتاب "شرح زاد المستنقع للشنقيطي"

لا ينشرح صدر عبد للعلم إلا أراد الله به خيراً

بســـــــم الله الرحمــــــن الرحيــــم

لا ينشرح صدر عبد للعلم إلا أراد الله به خيراً
إن العلم نعمة من نعم الله عز وجل، جعلها الله تبارك وتعالى من مواريث النبوة، يوم يصبح الإنسان إماماً من أئمة المسلمين، يؤتمن على أحكام الشريعة والدين، يوم تتلهف القلوب وتشتاق الأسماع إلى معرفة حكم الله من حلال وحرام، وما يكون من الشريعة والأحكام، فيبينها ذلك اللسان الصادق، والعبد الموفق المحقق، فما أجلها من نعمة وما أعظمها من منّة، نسأل الله العظيم أن يجعلنا وإياكم من أهلها.
ولذلك أجمع العلماء على أنه لا ينشرح صدر عبد للعلم إلا أراد الله به خيراً، وقد شهد الله تعالى لأهل هذه النعمة العظيمة أنهم أهل الدرجات، وقرن درجاتهم بدرجات أهل الإيمان، الذي هو أعز شيء وأسمى شيء وأكمل شيء، وشهد الله تبارك وتعالى أن أهل العلم هم أهل خشيته، حتى قال الإمام أحمد رحمه الله: أصل العلم خشية الله.

من مقدمة كتاب "شرح زاد المستنقع للشنقيطي"

الجمعة، 21 نوفمبر 2014

فوائد من كتاب الفوائد للإمام إبن القيم رحمه الله – الاستغناء بالله

بســـــــم الله الرحمــــــن الرحيــــم

فوائد من كتاب الفوائد للإمام إبن القيم رحمه الله – الاستغناء بالله
قال رحمه الله :
إذا إستغنى الناس بالدنيا فاستغن أنت بالله ، و إذا فرحوا بالدنيا فافرح أنت بالله ،و إذا أنسوا بأحبابهم فاجعل أنسك بالله ، و إذا تعرّفوا إلى ملوكهم و كبرائهم و تقرّبوا إليهم لينالوا بهم العزّة و الرّفعة فتعرف أنت إلى الله و تودد إليه تنل بذلك غاية العز والرفعة ،
قال بعض الزهّاد : " ما علمت أن أحدا سمع بالجنّة و النّار تأتي عليه ساعة لا يطيع الله فيها بذكر أو صلاة أو قراءة أو إحسان "
فقال له رجل : " إني أكثر البكاء "
فقال : " إنك إن تضحك و أنت مقر بخطيئتك خير من أن تبكي و أنت مدل بعملك (1) ، و ان المدل لا يصعد عمله فوق رأسه"
فقال : " أوصني "
فقال : " دع الدنيا لأهلها ، كما تركوا هم الآخرة لأهلها ، و كن في الدنيا كالنحلة إن أكلت أكلت طيبا ، و إن أطعمت أطعمت طيبا ، و إن سقطت على شيء لم تكسره و لم تخدشه "
كتاب الفوائد لإبن القيم رحمه الله

--------------------------------------------------------------------------
( 1 ) : "
مدل بعملك " : المدل المنّان المظهر لعمله

فوائد من كتاب الفوائد للإمام إبن القيم رحمه الله - فائدة في الزهد

بســـــــم الله الرحمــــــن الرحيــــم

فوائد من كتاب الفوائد للإمام إبن القيم رحمه الله - فائدة في الزهد

قال الإمام إبن القيم رحمه الله تعالى في كتابه الماتع " الفوائد":
الزهد أقسامزهد في الحرام و هو فرض عين. و زهد في الشبهات و هو بحسب مراتب الشبهة فإن قويت التحقت بالواجب و إن ضعفت كان مستحبا. و زهد في الفضول. و زهد فيما لا يعني من الكلام و النظر و السؤال و اللقاء و غيره. و زهد في الناس. و زهد في النفس بحيث تهون عليه نفسه في اللهو زهد جامع لذلك كله و هو الزهد فيما سوى الله في كل ما شغلت عنهو أفضل الزهد إخفاء الزهد و أصعبه في الحظوظ. و الفرق بينه و بين الورع أن الزهد ترك ما لا ينفع في الآخرة. و الورع ترك ما يخشى ضرره في الآخرة و القلب المعلق بالشهوات لا يصح له زهد و لا ورع.
قال يحيى بن معاذ (1) : عجبت من ثلاث : رجل يرائي بعلمه مخلوقا مثله و يترك أن يعمله لله. و رجل يبخل بماله و ربه بستقرضه منه فلا يقرضه منه شيئا. و رجل يرغب في صحبة المخلوقين و مودتهم و الله يدعوه إلى صحبته و مودته.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ
( 1 ) يحيى بن معاذ بن جعفر الرازي يكنى أبا زكريا. نزبل الري. سكن نيسابور و بها مات سنة ( 258 هـ ) هو أوسط ثلاثة إخوة كلهم زهاد...

منقول

بحسب متابعة الرسول تكون العزة والكفاية والنصرة، كما أن بحسب متابعته تكون الهداية والفلاح والنجاة.

بســـــــم الله الرحمــــــن الرحيــــم

بحسب متابعة الرسول تكون العزة والكفاية والنصرة، كما أن بحسب متابعته تكون الهداية والفلاح والنجاة.
الله سبحانه علق سعادة الدارين بمتابعته، وجعل شقاوة الدارين في مخالفته، فلأتباعه الهدى والأمن والفلاح والعزة والكفاية والنصرة والولاية والتأييد وطيب العيش في الدنيا والآخرة، ولمخالفيه الذلة والصغار والخوف والضلال والخذلان والشقاء في الدنيا والآخرة. وقد أقسم صلى الله عليه وسلم بأن ( «لا يؤمن أحدكم حتى يكون هو أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين» ) وأقسم الله سبحانه بأن لا يؤمن من لا يحكمه في كل ما تنازع فيه هو وغيره، ثم يرضى بحكمه، ولا يجد في نفسه حرجا مما حكم به، ثم يسلم له تسليما وينقاد له انقيادا. وقال تعالى: {وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم} [الأحزاب: 36]

من مقدمة زاد المعاد في هدي خير العباد لابن القيم الجوزية

Translate